الاثنين، 1 أبريل 2013

تعريف بشعبة الهندسة المعمارية


تخصص الهندسة المعمارية
إن المهندس المعماري (Architect) يختلف بشكل كبير عن المهندس (ِِِEngineer) التقني عموما. فعمل المهندس المعماري يبدأ من تصوّر وتصميم البناء، بالاعتماد على المعطيات الحضاريّة والتّقنية والاقتصاديّة والاجتماعيّة والقانونيّة التي تختص بكل دولة.
 يتمثّل عمل المهندس المعماري في عمليّة إبداعية ترتكز أساساً على أبعاد جماليّة تطوّع لها حلول تقنية هندسيّة ملائمة، إضافة إلى اهتمامه بترميم البناءات القديمة وصيانة التّراث المعماري.
 وعمل المهندس المعماري، وانطلاقاً من ميزة الإبداع، يجعله يبتعد عن إلى حد ما العمليات الحسابية. ومن أبرز الصفات التي يجب أن يتمتّع بها سعة الاطلاع (ثقافة عامّة وفلسفة)، حسّ فنّي وجمالي (من الإبداع إلى الذوق المرهف وحسّ عال للألوان والأشكال)، مهارات في الهندسة والفيزياء.
 يتابع طالب الهندسة المعمارية تحصيله العلمي في شكل ورشات ودراسات على الموقع  وتمارين الخلق والتجديد والترميم، فضلاً عن الدروس والمحاضرات والندوات.

مجال الدراسة:
 يتمرّس الطالب في تحليل الفضاء المعماري، تنمية الثقافة المعماريّة، وتنمية القدرة على الخلق والتجديد انطلاقاً من معطيات متعددة. و أغلب المقررات الدراسية ترتكز على فنون الرسم المعماري و الحر، و أسس و قواعد التصميم و ما يتعلق بها من نظريات و فلسفات، إضافة إلى بعض العلوم المساعدة كاللغات و الحاسبات.  
وانطلاقاً من واجبه المتمثّل في المحافظة على الطابع التراثي والحضاري للبلاد، يدرس طالب الهندسة المعمارية مجموعة من العلوم الإنسانية والاجتماعية (تاريخ الفنون والهندسة المعماريّة، لغة إنكليزية، حماية التّراث)، كما يدرس القانون المتعلّق بعالم البناء (قانون البناء، قواعـد حماية الأملاك والأشخاص، تشريع الصفقات العموميّة، ترتيب التّهيئة الحضريّة ...). فضلاً عن ذلك، يقوم الطالب بأعمال تطبيقية في ورشات بناء ، ويطلب منه في النهاية تقديم تقرير مفصّل، بغية التسلّح بالخبرة اللازمة.  و تدوم الدراسة ستّ فصول ، وتتضمن عملاً تطبيقياً في الورش ودروساً على المواقع.
 وعمل المهندس المعماري لا ينحصر في الورش فهو يستطيع العمل في مؤسسات تعمير مختلفة ، خاصة كانت أم عامة. كما يمكنه فتح مكتبه أو شركته الخاصة.
 يبقى تخصص الهندسة المعمارية من المهن الأكثر طلباً، ولكن إذا أردت التميّز في هذه المهنة، عليك أن تعرف أن شروطها تتطلب النقاط الآتية:
 ـ التصوّر والتّصميم والابتكار في ميدان الفنّ المعماري انطلاقاً من التّراث الوطني والعالمي.
 ـ إنجاز مشاريع البناء وتقويمها.
 ـ إرشاد وتوجيه الأفراد والمؤسّسات لإنجاز مشاريع بناء.
 ـ التّنسيق مع المهندسين (Engineers) لإيجاد الحلول التّقنيّة في ميادين شتّى مثل الهندسة المدنيّة والأسمنت المسلّح واستعمال مختلف المعادن.
 ـ امتلاك وسائل الإقناع الشفهيّة والكتابيّة والمرئيّة للدّفاع عن المشروع.
 ـ القدرة على العمل مع فريق متعدّد الاختصاصات سواء في القطاع الخاص أو العام.

متطلبات الالتحاق:
لكي يكون الإنسان معمارياً ناجحاً يجب أن تتوفر فيه بعض المواصفات الرئيسية منها:
1. محباً للتصميم و تركيب الأشكال في البعدين و الثلاثة أبعاد.
 2. ذو حس فني عال و ميول فنية كبيرة.
3. مبدعاً في تفكيره، و ذو خيال واسع.
 4. شغوفا بالقراءة و حب الاطلاع.
5. دقيق، لمٌاح، يستطيع كشف ما حوله بسرعة.
 6. قيادي الشخصية، لأنه سيكون المسئول الأول عن المشروع و قائداً لفريق العمل.
7. صبور و ذو قوة احتمال كبيرة ليستطيع مواصلة العمل ساعات طويلة دون كلل أو ملل.
و للأسف الشديد ، يصعب اكتشاف الصفات المذكورة أعلاه في طالب الانتساب إلى أقسام و شعب الهندسة المعمارية ، إلا خلال فترة الدراسة الفعلية، ما يؤدي في الغالب إلى فشل عدد كبير من الطلاب، و ذلك ما يتطلب عادة إجراء امتحانات قبول خاصة بهذا التخصص، إضافة إلى امتحانات القبول العامة إن وجدت.
و في حالة وجود إقبال على هذا التخصص، يكون القبول بناء على معطيات معينة حسب الترتيب الآتي: (الإمكانيات المتاحة – المجموع العام و الدرجات الخاصة بكل مادة – التخصص الأصلي إن وجد– اجتياز امتحان القبول).

 مجالات العمل:
يوجد المعماريون تقريباً في معظم المجالات، لأن جميع الدوائر سواء الحكومية منها أو الخاصة بحاجة إلى دائرة تعنى بشؤون التطوير و الصيانة في مبانيها  العمل في الوزارات الحكومية والبلديات ودوائر تخطيط المدن مثل وزارات الإسكان والتعمير والبلديات، كما أن لدى المعماري فرصة كبيرة للعمل الحر حيث يمكنه فتح مكتب للأعمال الهندسية و الاستشارية سواء بالمشاركة أو بشكل منفرد.